♥♥♥ارقـــــــــــــــو♥♥♥

شاءت إرادة الخالق أن تثور الطبيعة بكل عنفوانها على نهر النيل الخالد بشمال السودان ويزبد النيل ويرعد ويثور هذا الذى ألفه جميع القاطنين على ضفافه بهدوءه وطبيعته الطيبة الذى غمر خيره الجميع ماباله هذا العام يبدو غريبا وكأنه يضمر فى نفسه شيئا أو انه يبيت أمرا مغايرا عن ماكان نعهده والجميع صار لاحديث له الاعن النيل ,
ارتفع النيل محاولا الخروج عن البعبعة التى خلق فيها
امواجه تحتضن عنان السماء
لونه تغير
سرعته ازدادت عن المعهود
بدأ القاطنين حوله بعدما كانوا يأمنونه على ارواحهم وممتلكاتهم صاروا يخافونه ويخافون وجهه الجديد الذى مألفوه من قبل ,
صار الجميع يتحدثون وصار الجميع يترقبون ماذا فى الغد ؟
ويخرج النيل فائضا هائما يجوب القفار ويغطى الرمال والصحارى والبيادى يهدم الدور والممتلكات فتهرع الناس بعيد بعدما كانوا دائما وابدأ وعلى مر العصور والأزمان يبحثون القرب منه مابالهم اليوم ينؤون بعيدا" ولكن اليوم النيل وجهه غير الامس النيل اليوم غريب بكل اطواره أعطوه الامان فأعطاهم الغدر تقربوا إليه فكان الرد نكران الجميل .ظل النيل فائضا ممتلئا فترة كبيرة من الزمن ومن حوله يرقبون انحساره بكرة وعشيا وبفضل الله ينحسر النيل وتعود الحياة لطبيعتها الاولى ويرجع النيل وكأنه يعتذر عن مافعله بكل هدوء وحياء وخجل ولكن القاطنين حوله لن ينسوا هذه الايام ولن يغفرول له مافعله فيهم .
واذا هذه الاحداث تمر بالخاطر رويد ا رويدا يقطعها ولوج جزيرة صغيرة ظهرت ولاول مرة فى قلب هذا النيل وكأن ثورة هذا النيل وعنفوانه هي الإذن بميلاد هذه الجزيرة الصغيرة ويندهش الجميع بمجرد رؤية هذا السحر الجميل الذى بزغ نوره فى قلب هذا النيل ويهرعون لرؤية المنظر والتمتع بمشاهدته ولكن مازال غدر النيل عالقا فى اذهانهم اذن ظلوا من على البعد يرقبون والاحداث تتوالى عليهم كل يوم يشهد ميلاد جديد لشئ جديد وماعليهم الا ان ينتظروا بشارات القدر ماذا تخبئ لهم ولكن منظر الجزيرة كان يبعث على التفاؤل وروح الأمل فى قلوبهم ,
كان الواحد يحدث اخاه بالخبر وكان الواحد يحكى الامر مرارا وتكرارا وكانه لاول مرة يسمعه او يراه
والاحداث تتوالى والجزيرة تكبر والناس من حولها يجلسون على شاطئ النيل لرؤية سحر هذه الجزير حتى كان يوم من الايام والناس على الشاطئئ يقطع دهشتهم وجود صقران جميلان بالسماء ظلا يحلقان الساعات الطوال وكأنهم يبحثون عن وطن لهم وتشاء الاقدار ان يكون الاختيار لهذه الجزيرة الجميله وتعجب الناس من حولهم حتى الصقران كانا ليس كباقى الصقور جميلان ودودان غريبان فى كل شئ وظل الاهالى يتفاعلوا مع هذان الصقران وكأنهم على علاقة روحية معهم فظلوا يقدمون لهم الاكل والغذاء وكل ماتجود به انفسهم وتبادلوا معهم الحب وعاشوا فى مودة فترة من الزمن وانجبوا العديد من الصقور الجميله ,
حتى كان يوم من الايام اراد الصقر الذهاب بعيدا واحضار الطعام لزوجته فى هذه الجزيرة وتركها وحيدة مع اطفاله اياما تنتظر قدومه .
والناس حولهم يتابعون المنظر بكل احداثه وتبعاته .
وبعد رحيل الزوج الصقر وفى احد الايام يحلق صقرا غريبا على سماء هذه الجزيرة فيراها من على البعد ويقول يامناي لقيت هناي فيهبط على الجزيرة .
فيقدم ويقترب من زوجة الصقر التى غاب عنها زوجها
فتبعد بعيد وهو يقترب
وظل يتودد اليها يطلب القرب منها ولكنها كانت تمانع تحفظ الامانة بغياب زوجها
وماترك وسيلة الا وسلكها ولكن باءت كل محاولاته بالفشل
وفى هذه الاثناء يقدم زوجها بعد رحلة مضنية
واذا به يرى الغريب فى داره فينقض عليه
ولكن كان الصقر الاخر قويا فتعاركا طويلا
فرجحت كفة الصقر الغريب
ولكن كان دافع الشرف والدفاع عن الموطن يحرك الصقر صاحب الجزيرة ويزيد من همته
ولكن الصقر الاخر كان قويا بجسده
وينظر الصقر الى زوجته وقد انهكه الاعياء والتعب واذابه تشد من عضده مرة اخرى
فينقض على الصقر الغريب بكل قوة حتى ظفر به وقتله
عادت البسمة الى زوجته فاحتضنته لعلها تبرد من تعبه
ولكن كان الاعياء شديد
والناس من حوله يشهدون كل ذلك
وارتفعت نبرات الصياح والفرح بانتصار الصقر المعهود لديهم
وتوددوا اليه وصاروا يقربون اليه الاكل والشراب ويحيونه على الانتصار
ولكن اخذ الجهد والتعب مأخذه منه فلم يعد يستطيع الاكل ولا الشرب ولا الحركة
فحزن الناس واخذوا بمداواته
ولكن هيهات فتدهورت صحته
ومــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ت نعم لقد مات
ساد الحزن جميع المعمورة وحزنت زوجته
وتوقفت هي ايضا عن الاكل والشراب ولحقت به وفاء له
فكانت الجزيرة هي ( جزيرة أرقو )
وكانت ابناء الصقور هم ( أبناء جزيرة أرقو )
وكان الوفاء عنوان أهل هذه الجزيرة المعطاءة
وكان النيل هو الشاهد على مر التاريخ والأزمان على تراث وحضارة هذه الجزيرة الجميلة المعطاءة بابنائها ( جزيرة ارقو )
ومازال هناك اعلام فى ارقو
ومازالت اريافها تحكى
ومازالت رمالها تدس العلقم لاعدائها
عاشت مدينة ارقو

مشكور اخي وليد علي المساهمة الجميله الله يكرمك